الخديعة الكبرى – الجزء الحادي عشر

- تهويد مدينه القدس

  • - تهويد مدينه القدس
  • - تهويد مدينه القدس
  • - تهويد مدينه القدس

اخرى قبل 3 سنة

الخديعة الكبرى – الجزء الحادي عشر

- تهويد مدينه القدس

د.سالم سريه: أكاديمي وكاتب (فلسطين)

 عندما زار هرتزل مدينة القدس عام 1903 تفاجأ مما رآه فيها حيث وجد قدسا ذات معالم حضارية عربية واسلامية فبدأ يدعو الى اقامة قدس جديدة لليهود خارج اسوار المدينة المقدسة.ما يعني انه لم يكن يربط بين القدس التي يريد اقامتها وبين القدس التوراتية التي تدعي الصهيونية وجودها داخل اسوار المدينه فكان مفهومه للقدس سياسيا وليس دينيا رغم انه القائل : اذا قدر لنا ان نملك القدس ولا زلت على قيد الحياة سأدمر كل ما هو غير مقدس عند اليهود فيها .وبعد قيام (اسرائيل) اعلن بن غوريون –اول رئيس حكومة اسرائيلي- امام الكنيست رد على طلب الامم المتحدة تدويل القدس قائلا (ان القدس اليهودية هي جزعضوي وغيرمنفصل عن تاريخ وديانة وروح شعبنا وان القدس هي القلب الذاتي لدولة اسرائيل وان علاقتنا اليوم مع القدس لا تقل ابدا عن عمق تلك العلاقة التي كانت موجودة ايام نبوخذ نصر وتيتوس فلانيوس....اننا نعلن ان اسرائيل لن تتخلى اراديا عن القدس تماما كما لم تتخل خلال آلاف السنين عن ايمانها وهويتها الوطنية واملها بالعودة للقدس وصهيون . وفي اعقاب سقوط القدس الشرقية عام 1967 جدد بن غوريون القول ( لا معنى لإسرائيل من دون القدس ولا معنى للقدس من دون الهيكل) (1( بناء على ما سبق ذكره ندرك مركزية القدس في الايديولوجية والمشروع الصهيوني وندرك اهمية مسخ الهويه العربية لمدينة القدس والتي تجري على قدم وساق ضمن نفس طويل ومبرمج. والامة العربية ومعها الامم الاسلامية غافلة عما يجري فيها منذ 67 وحتى الان بعد ان تم تناسي الشطر الغربي منها وتم تهويده بالكامل .والراسخ في ذهن المواطن العربي ان القدس هي فقط القدس القديمة التي تتربع في وسطها قبة الصخرة وترتفع في سمائها القباب والمآذن وأبراج الكنائس، مطوقه بسورها الحجري التاريخي، !!!!بينما الواقع الحالي لها غير ذلك .. يحدد النظام الرسمي العربي مطالبته بالقدس الشرقية ، ولم يعرّف مصطلح القدس الشرقية بشكلٍ واضح في أية وثيقة عربية، سوى أن المقصود به الجزء المحتل عام1967 من مدينة القدس. ان الشطر الذي تبقى مع القوات العربية من القدس في عام 1948 لا يزيد عن 2.2 كم2 ووسعها الأردن إلى نحو 6.5 كم2 لكن سلطات الاحتلال أعادت توسيع حدود المدينة بعد احتلالها لتمتد على 72 كم 2 ثم الى108كم2 عام1993 فأيُّ تلك هي القدس الشرقية؟ رغم أن تعريف مساحة القدس وفق القانون الدولي لم يرد سوى في وثيقة واحدة هي القرار181 لعام 1947 واقترح تعريفها في مساحة 186 كم2 تقريباً . ) (2( مسارات تهويد القدس (1,3,4 ( أولاً: التهويد السكاني: لا شك ان المشكلة الديموغرافيه تقض مضاجع هذا الكيان الغاصب ويطمح بمخططاته ان لا تزيد نسبة العرب عن 13% ولكنه فوجئ ان نسبة السكان العرب ستصل الى 50% عام2035 حسب الجدول المرفق رغم كل اجرائاته الاحلالية التعسفية . وعندما أجرى إحصاء للسكان في شطري مدينة القدس بعد ان ضمُّ الشطر الشرقي إلى الشطر الغربي من القدس عام 1967 في إطار ( العاصمة الموحدة ( فتبين له انها26% فبعدما كانت نسبة اليهود في الشطر الغربي تزيد على 97 %، انخفضت هذه النسبة إلى 74 % بسبب الكثافة السكانية الفلسطينية التي لم يكن ينافسها وجود يهوديّ في الشطر الشرقيّ من القدس فكانّ الحلّ الأمثل لدى الاحتلال السعيّ لتقليل عدد المقدسيين بشتّى الطرق . ومنذ عام 1967 توالت مشاريع الحكومات الإسرائيلية لمنع زيادة نسبة السكان المقدسيين داخل مدينتهم حيث بلغ عدد سكان القدس بشطريها الشرقيّ والغربي عام 2014 حسب معهد القدس 849,800 نسمة ويذكر الباحث المقدسي عبد الرؤوف أرناؤوط أنه في مطلع عام 2016 بلغ عدد سكان القدس بشطريها نحو 829 ألف نسمة، بينهم 307 آلاف فلسطيني يشكلون 39 % من سكان القدس . ولا يزال الميزان الديموغرافي في القدس يميل لمصلحة الكيان الغاصب، ولكنّ استراتيجيته في التهويد الديموغرافي فشلت إلى الآن في تحقيق أهدافها بمنع الزيادة السكانية المطّردة للمقدسيين، ولاشك في أنّ صمود المقدسيين وإصرارهم على الثبات في مدينتهم كان من أهمّ تلك الأسباب. ويتّضح أن الاحتلال يخشى من تغيّير الميزان الديموغرافي في القدس لمصلحةالفلسطينيين؛ فعمد إلى تطبيق سياسات قاسية للحدّ من النمو العمراني والسكاني الطبيعي في القدس، ومن تلك السياسات: أ‌- الاستيطان: يشير امين عواد في اطروحته (ص101 حتى136 ) وبشكل تفصيلي ومعزز بالخرائط الى انه تم زرع بؤر استيطانيه وسط احياء القدس القديمة نفسها وبين بيوتها وازقتها وحاراتها وفي الاحياء العربية المحيطة .وتمدد الاستيطان ليطول اراضي القرى والتجمعات العربية الواقعه في محيط القدس.ان الاستيطان –حسب قاعدة رابين-لم يتوقف حتى في تلك المناطق التي عدها ذا اعتبارات سيىادية . يتجاوز عدد المستوطنين في الشطر الشرقي من القدس ال 200 ألف مستوطن يستوطنون في نحو14مستوطنة كبيرة، وعشرات البؤر الاستيطانية . وقد بلغ عدد الوحدات الاستيطانية المقرّة أو المطروحة للبناء في القدس عام 2012 نحو 10558 وحدة استيطانية، في حين بلغ العدد عام 2013 نحو 3904وحدة استيطاني .أما في عام 2015 فقد تكثفت أعمال البناء في 2534 وحدة استيطانية في الضفةالغربية بما فيها القدس التي تحظى بالعدد الأكبر من الوحدات الاستيطانية غالبًا، وفي الربع الأول من عام 2016 تضاعف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس بنسبة 250 % بالمقارنة مع المدة ذاتها من عام 2015 ب- المصادرة والاستيلاء على الأراضي والممتلكات: ينشط الاحتلال الإسرائيليّ في الاستيلاء على الأراضي في القدس بذرائع مختلفة ومنها ما تسمى بالمنطقه الخضراء او بالمنتزهات فيزرعها بالاشجار وبعد فترة زمنية يقطع الاشجار ويقيم عليها مستوطنة لذا فان كل المناطق الخضراء التي تظهر بالصورة المرفقه انما هي مشاريع مستوطنات مستقبليه . وقد وظّف ما يُسمى بالمخططات الهيكلية لشرعنة مصادرة الأراضي والممتلكات. ونتيجة هذه السياسة الإسرائيلية لم يبقَ للمقدسيين أكثر من 13 % من مساحة الأراضي في القدس لاستعمالها لأغراض البناء. ت- سحب بطاقات المقدسيين: بحكم الوضع القانوني الذي فرضه الاحتلال على المقدسيين فإنهم يحملون بطاقة إقامة دائمة تسمى(البطاقة أو الهُوية الزرقاء ) التي يصبح صاحبها خارج القانون في حال سُحبت منه. وثمّة ذرائع كثيرة يختلقها الاحتلال لسحب هذه الهويات من المقدسيين، منها: عدم دفع الضرائب، والأسباب الأمنية،وعدم إثبات أن القدس هي مركز حياة الإنسان المقدسي، إلخ.وتشير الإحصائيات إلى أن الاحتلال سحب نحو 14481 بطاقة منذ عام 1967 حتى عام 2014 مايمهّد لطرد أصحاب هذه البطاقات إلى خارج القدس. يشير امين عواد (ص149-155)الى انه في عام1982 قد اقرت قانونا جاء فيه : لا يسمح للام من سكان القدس الشرقية والمتزوجة من رجل لا يحمل حق المواطنة في القدس ان تسجل مواليدها في بطاقتها الشخصيه او بقائهم دون تسجيل رسمي .ويوجد الان (أي عام 2012) اكثر من عشرة آلاف طفل في القدس الشرقية غير مسجلين في هويات والديهم وتقدر نسبة الاطفال غير القادرين على تلقي الخدمات التعليمية او الطبية بسبب عدم تسجيلهم حوالي 23%من مجموع اطفال القدس الشرقيه الفلسطينيين .ويبقى مستقبل ومصير هؤلاء الاطفال يكتنفه الغموض بعد بلوغهم سن 16 عام . الهوامش: 1-اطروحة ماجستير بعنوان (سياسة التهويد الاسرائيلية في القدس الشرقية وتبعاتها في ظل العملية السلمية- (1993-2010 )اعداد امين يحيى احمد عواد –جامعة النجاح الوطنية –فلسطين المحتله (يمكن تحميلها من الانترنت-حافلة بعشرات المصادر . 2- هشام يعقوب –ورقة عمل بعنوان مخططات الاحتلال لتهويد القدس مقدمة الى ورشة العمل التي عقدت في بيروت 26-10-2016-مؤسسة القدس الدولية -كل الاشكال البيانية من هذا المصدر –حافلة بعشرات المصادر 3-زياد بحيص –المصدر السابق –ورشة العمل –مؤسسة القدس الدولية. 4- ملف في مجلة الدراسات الفلسطينية، المجلد ٨، العدد ٣١ صيف ١٩٩٧ ص ٩٦ 0يمكن تحميل كل اعدادها من الانترنت *لمزيد من المعلومات هناك دراسات ل :نعيم بارود وعدنان ابو عامر ونواف الزرو وتوفيق المديني والخبير خليل التفكجي......واخرون

التعليقات على خبر: - تهويد مدينه القدس

حمل التطبيق الأن